أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتنسيق الإنساني (أوتشا) عن تخصيص نحو 25 مليون دولار أميركي في إطار خطة الطوارئ الإنسانية لمساعدة سكان شمال غربي سوريا، ضمن “صندوق المساعدات الإنسانية عبر الحدود”. ويشمل هذا التمويل الأولي التخصيص الاستراتيجي لحزمة من المشاريع الإنسانية التي تستهدف احتياجات سكان المنطقة في فصل الشتاء، والذين يعانون من ظروف معيشية صعبة.
التخصيص الأول، بقيمة 10 ملايين دولار، يهدف إلى ضمان تقديم المساعدات الإنسانية الأساسية والمنقذة للحياة خلال فصل الشتاء. ستشمل هذه المساعدات خدمات متعددة القطاعات للمجتمعات المعرضة للمخاطر في شمال غربي سوريا، مثل المأوى، والغذاء، والصحة، والمياه، مع توفير مواد أساسية مثل الوقود وملابس الشتاء لمساعدة النازحين في مواجهة الطقس القاسي.
أما التخصيص الثاني، والذي تبلغ قيمته 15 مليون دولار، فهو يركز على تعزيز قدرة السكان على الصمود أمام التحديات المستمرة، بما في ذلك تحسين الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والتعليم. كما سيتم توجيه جزء من التمويل لدعم المساعدات النقدية متعددة الأغراض التي تمكّن الأفراد من تلبية احتياجاتهم الأساسية في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.
وأكد مكتب التنسيق الإنساني أن خطة الاستجابة الشتوية في شمال غربي سوريا تم تمويلها بنسبة 10% فقط من إجمالي الحاجة المعلنة، في حين أن العديد من المرافق الصحية في المنطقة تضررت أو تعطلت بالكامل. تحذر المنظمة من أن نقص التمويل يعرض الخدمات الأساسية في المنطقة للخطر، في وقت يشهد فيه أكثر من 5 ملايين شخص في شمال غربي سوريا ظروفًا قاسية، حيث يعيش حوالي 70% من السكان في مخيمات تفتقر إلى المرافق الأساسية مثل الصرف الصحي والكهرباء.
وبينت المنظمة أن خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2024 في سوريا لم تتجاوز تمويلها 27.3%، مما يزيد من صعوبة توفير الحاجات الضرورية مع اقتراب فصل الشتاء، في وقت يعاني فيه السكان من انتشار الأمراض والأزمات الصحية بسبب ضعف المأوى وارتفاع معدلات التلوث في المياه والطرق المتدهورة.